إدارة الشئون الفنية
طاعة أولى الأمر وجوبها وخطر الإخلال بها

طاعة أولى الأمر وجوبها وخطر الإخلال بها

12 نوفمبر 2021

خطبة الجمعة المذاعة والموزعة

بتاريخ 7 من ربيع الآخر 1443هـ - الموافق 12 /11 /2021م

طَاعَةُ أُولِي الأَمْرِ وُجُوبُهَا وَخَطَرُ الإِخْلَالِ بِهَا

إِنَّ الحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ: ]  يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ   [ [آل عمران:102].

أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ .

أَيُّهَا المُسْلِمُونَ :

إِنَّ اللهَ - جَلَّ وَعَلَا – امْتَنَّ عَلَيْنَا بِهَذَا الدِّينِ العَظِيمِ، وَتَفَضَّلَ عَلَيْنَا بِبِعْثَةِ خَيْرِ المُرْسَلِينَ، وَجَعَلَ أُمَّةَ الإِسْلَامِ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ، وَأَتَمَّ عَلَيْنَا النِّعْمَةَ، وَأَسْبَغَ عَلَيْنَا المِنَّةَ بِإِتْمَامِ الدِّينِ وَإِكْمَالِهِ؛ قَالَ تَعَالَى: ﱡ    الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا       [سورة المائدة:3].

وَعَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رضي الله عنه قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هَذِهِ لَمَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ قَالَ: «قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ، مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ، حَيْثُمَا قِيدَ انْقَادَ» [رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ] ، فَشَرْعُنَا تَامٌّ كَامِلٌ لَا يَعْتَرِيهِ نَقْصٌ، وَلَا يُدَاخِلُهُ خَلَلٌ؛ لِأَنَّهُ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يُصْلِحُ عِبَادَهُ؛ ﱡﭐ  أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُﱠ  [سورة:الملك:14].

عِبَادَ اللهِ:

إِنَّ شَرِيعَةَ الإِسْلَامِ تَشْمَلُ كُلَّ نَوَاحِي الحَيَاةِ فِي شَتَّى مَجَالَاتِهَا وَصُوَرِهَا وَأَشْكَالِهَا، فَهِيَ عِبَادَةٌ وَمُعَامَلَةٌ، وَسُلُوكٌ وَأَخْلَاقٌ فِي حَيَاةِ الفَرْدِ وَالمُجْتَمَعِ، أَلَا وَإِنَّ مِنْ مُهِمَّاتِ الأُمُورِ الَّتِي نَظَّمَتْهَا شَرِيعَةُ الإِسْلَامِ مُعَامَلَةَ الأَفْرَادِ لِلْحُكَّامِ، فَقَدْ جَاءَ الشَّرْعُ الحَنِيفُ بِكُلِّ مَا يُقَوِّي هَذِهِ العَلَاقَةَ؛ حِفْظًا لِلسَّلَامِ وَالْوِئَامِ، وَدَرْءًا لِلْفِتْنَةِ وَالْخِصَامِ؛ قَالَ تَعَالَى: ﱡﭐ  يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا  [سورة النساء:59].

قَالَ العَلَّامَةُ السَّعْدِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ: «أَمَرَ بِطَاعَةِ أُولِي الأَمْرِ، وَهُمُ الْوُلَاةُ عَلَى النَّاسِ، مِنَ الأُمَرَاءِ وَالحُكَّامِ وَالمُفْتِينَ، فَإِنَّهُ لَا يَسْتَقِيمُ لِلنَّاسِ أَمْرُ دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ إِلَّا بِطَاعَتِهِمْ وَالِانْقِيَادِ لَهُمْ، طَاعَةً لِلَّهِ وَرَغْبَةً فِيمَا عِنْدَهُ، وَلَكِنْ بِشَرْطِ أَلَّا يَأْمُرُوا بِمَعْصِيَةِ اللهِ، فَإِنْ أَمَرُوا بِذَلِكَ فَلَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الخَالِقِ». وَعَن زِيادِ بْنِ كُسَيْبٍ العَدَوِيِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي بَكْرَةَ تَحْتَ مِنْبَرِ ابْنِ عَامِرٍ وَهُوَ يَخْطُبُ وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ رِقَاقٌ، فَقَالَ أَبُو بِلَالٍ: انْظُرُوا إِلَى أَمِيرِنَا يَلْبَسُ ثِيَابَ الْفُسَّاقِ! فَقَالَ أَبُو بَكْرَةَ: اسْكُتْ؛ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ أَهَانَ سُلْطَانَ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ أَهَانَهُ اللَّهُ» [رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ]. فَأُولُو الأَمْرِ لَهُمْ مَكَانَةٌ عَلِيَّةٌ، وَمَنْزِلَةٌ رَفِيعَةٌ جَلِيَّةٌ، مَنَحَهُمُ الشَّرْعُ إِيَّاهَا لِيَتَنَاسَبَ قَدْرُهُمْ مَعَ عُلُوِّ وَظِيفَتِهِمْ، وَرَفِيعِ مَنْصِبِهِمْ، وَعَظِيمِ مَسْؤُولِيَّتِهِمْ فِي حِرَاسَةِ الدِّينِ وَالدُّنْيَا.

مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ:

إِنَّ نَبِيَّنَا r حَثَّ عَلَى احْتِرَامِ السُّلْطَانِ وَتَوْقِيرِهِ، وَحِفْظِ حَقِّهِ وَتَقْدِيرِهِ، بَلْ رَغَّبَ فِي الدُّعَاءِ لَهُ وَتَوْجِيهِهِ، وَبَذْلِ النَّصِيحَةِ إِلَيْهِ بِضَوَابِطِهَا الشَّرْعِيَّةِ وَآدَابِهَا المَرْعِيَّةِ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا، وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلَاثًا: يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، وَأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلَّاهُ اللهُ أَمْرَكُمْ، وَيَسْخَطُ لَكُمْ: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَأَحْمَدُ وَاللَّفْظُ لَهُ].

وَكَانَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ يَقُولُ: «لَوْ أَنَّ لِيَ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً مَا صَيَّرْتُهَا إِلَّا فِي الْإِمَامِ، قِيلَ لَهُ: وَكَيْفَ ذَلِكَ يَا أَبَا عَلِيٍّ؟ قَالَ: مَتَى مَا صَيَّرْتُهَا فِي نَفْسِي لَمْ تَجُزْنِي، وَمَتَى صَيَّرْتُهَا فِي الْإِمَامِ فَصَلَاحُ الْإِمَامِ صَلَاحُ الْعِبَادِ وَالْبِلَادِ». [رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الحِلْيَةِ]. فَأُمِرْنَا أَنْ نَدْعُوَ لَهُمْ بِالصَّلَاحِ وَالسَّدَادِ وَإِنْ جَارُوا وَظَلَمُوا، لِأَنَّ ظُلْمَهُمْ وَجَوْرَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، وَصَلَاحَهُمْ لِأَنْفُسِهِمْ وَلِلْمُسْلِمِينَ.

أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ.

الخطبة الثانية

الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ حَقَّ التَّقْوَى، وَاعْلَمُوا أَنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى، وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ رَاجِعُونَ، وَعَلَى قَدْرِ أَعْمَالِكُمْ مَجْزِيُّونَ.

عِبَادَ اللهِ:

إِنَّ شَرِيعَتَنَا الغَرَّاءَ نَظَّمَتْ مَصَالِحَ العِبَادِ فِي دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ، وَحَرَصَتْ عَلَى كُلِّ مَا يَبْعَثُ عَلَى الأَمْنِ وَالِاسْتِقْرَارِ، وَحَذَّرَتْ مِنْ كُلِّ مَا يُزَعْزِعُ الأَمْنَ وَيُورِثُ الشِّقَاقَ؛ فَبِالْأَمْنِ وَالْأَمَانِ يُقَامُ الدِّينُ، وَيَنْتَشِرُ الإِسْلَامُ، وَهَذَا لَا يَكُونُ إِلَّا بِطَاعَةِ الأُمَرَاءِ وَالحُكَّامِ بِالمَعْرُوفِ؛ فَعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ- أَيْ: يَدْعُونَ لَكُمْ وَتَدْعُونَ لَهُمْ- وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ». قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ؟ فَقَالَ: «لَا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ، وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلَاتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ وَلَا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ].

أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ:

إِنَّ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ لِوُلَاةِ أَمْرِ المُسْلِمِينَ أَصْلٌ مِنْ أُصُولِ العَقِيدَةِ الإِسْلَامِيَّةِ الصَّحِيحَةِ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِبَالِغِ أَهَمِّيَّتِهِ وَعَظِيمِ شَأْنِهِ، وَلَاسِيَّمَا عِنْدَ ظُهُورِ بَوَادِرِ الْفِتْنَةِ، وَلِذَلِكَ جَاءَتِ الشَّرِيعَةُ بِالصَّبْرِ عَلَى الحَاكِمِ مَهْمَا جَارَ؛ حِفْظًا لِلدَّارِ مِنَ الْبَوَارِ، فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَكَرِهَهُ فَلْيَصْبِرْ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يُفَارِقُ الجَمَاعَةَ شِبْرًا فَيَمُوتُ، إِلَّا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً» [رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ].

وَمَنْ تَأَمَّلَ الوَقَائِعَ وَالأَحْدَاثَ أَدْرَكَ مَا لِهَذِهِ الوَصِيَّةِ مِنَ القَدْرِ وَالمَكَانِ، قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه: «لَا يُصْلِحُ النَّاسَ إِلَّا أَمِيرٌ بَرٌّ أَوْ فَاجِرٌ». قَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَذَا الْبَرُّ فَكَيْفَ بِالْفَاجِرِ؟ قَالَ: «إِنَّ الْفَاجِرَ يُؤَمِّنُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ السُّبُلَ، وَيُجَاهِدُ بِهِ الْعَدُوَّ، وَيَجْبِي بِهِ الْفَيْءَ، وَتُقَامُ بِهِ الْحُدُودُ، وَيُحَجُّ بِهِ الْبَيْتُ، وَيَعْبُدُ اللهَ فِيهِ الْمُسْلِمُ آمِنًا حَتَّى يَأْتِيَهُ أَجَلُهُ» [رَوَاهُ البَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإِيمَانِ]. فَبِطَاعَةِ الأُمَرَاءِ تُحْفَظُ الحُقُوقُ وَالأَعْرَاضُ، وَتُحْقَنُ الدِّمَاءُ وَالأَرْوَاحُ، وَالعَاقِلُ مَنْ رَاقَبَ العَوَاقِبَ، وَلَمْ يَنْجَرِفْ خَلْفَ العَوَاطِفِ.

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الطَّيِّبِينَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا  لِمَحَبَّتِهِ، وَأَحْيِنَا عَلَى سُنَّتِهِ، وَتَوَفَّنَا عَلَى مِلَّتِهِ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ، وَأَكْرِمْنَا بِشَفَاعَتِهِ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ؛ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ، إِنَّكَ قَرِيبٌ سَمِيعٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ، رَبَّنَا ارْفَعْ عَنَّا الْبَلَاءَ وَالْوَبَاءَ، وَالضَّرَّاءَ وَالْبَأْسَاءَ، وَأَدِمْ عَلَيْنَا النِّعَمَ، وَادْفَعْ عَنَّا النِّقَمَ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا الغَيْثَ وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ القَانِطِينَ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا الغَيْثَ وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ القَانِطِينَ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا الغَيْثَ وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ القَانِطِينَ، اللَّهُــمَّ أَغِـثْ قُـــلُوبَنَا بِالإِيمَانِ وَالْيَقِينِ، وَبِلَادَنَا بِالأَمْطَارِ النَّافِعَةِ يَا رَبَّ العَالَمِينَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَمِيرَنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِهُدَاكَ، وَاجْعَلْ أَعْمَالَهُمَا الصَّالِحَةَ فِي رِضَاكَ، وَاجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا، سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ المُسْلِمِينَ.

لجنة إعداد الخطبة النموذجية لصلاة الجمعة

الرقعي - قطاع المساجد - مبنى تدريب الأئمة والمؤذنين - الدور الثاني